حسن الورفلي (بنغازي ، طرابلس)
دمرت مقاتلات سلاح الجو الليبي التابعة للقيادة العامة طائرة من دون طيار مسيّرة بقاعدة معيتيقة فجر أمس الخميس. وقال المركز الإعلامي التابعة للجيش الليبي في بيان صحفي، إن مقاتلات سلاح الجو لاحقت الطائرة التركية المسيرة بعد محاولتها الإغارة على القوات في محاور القتال بطرابلس، مشيراً إلى أن القوات تمكنت من تدمير الطائرة التركية المسيّرة أثناء محاولتها الهبوط بمدرج قاعدة معيتيقة الذي انطلقت منه. ودمر الجيش الوطني الليبي أربع طائرات تركية من دون طيار منذ إطلاق عملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس.
واتهم الجيش الليبي النظام التركي بتهريب أسلحة ومدرعات إلى قوات تتبع حكومة الوفاق منها 40 مدرعة من نوع كيربي، فضلاً عن وصول عدد من الفنيين الأتراك لتدريب قوات حكومة الوفاق الوطني على المدرعات. وأكد المكتب الإعلامي لمطار معيتيقة الدولي في طرابلس عدم تأثر حركة الملاحة الجوية في المطار، لافتاً إلى أن قصف سلاح الجو الليبي مساء الخميس تم بعيداً عن المهبط والتشغيل. واتهم المركز الإعلامي التابع للجيش الليبي جماعة الإخوان وأبواقها الإعلامية بتزييف الحقائق وفبركة الأكاذيب حول قصف الطائرة التركية في طرابلس، مؤكداً أن المهبط المدني لم يتم استهدافه لكن تم استهداف الطائرة قبل دخولها لإحدى الدشم العسكرية.
ويقول المحامي الليبي والخبير في القانون الدولي محمد صالح اللافي إن الجانب التركي تجاوز كل المواثيق الدولية، وخاصة بعد ثبوت تورط أنقرة في إرسال المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، فضلاً عن علاج النظام التركي للمصابين الأجانب في صفوف حكومة الوفاق.
وأكد اللافي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» من ليبيا أن نظام أردوغان فضل اختيار طرق السطو السياسي والاقتصادي على إرادة الشعب الليبي وحقه في تقرير مصيره، مشيراً إلى أن تركيا ستكون عرضة لاتخاذ عقوبات اقتصادية بحقها قد تتحول لتدابير عسكرية لتورطها في تهديد الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وليبيا بشكل خاص.
السيول تشرد مئات الأسر في غات
دمرت السيول منازل مئات الأسر الليبية في مدينة غات التي تقع في أقصى الجنوب، ما أدى لنزوح 628 أسرة ليبية من المدينة هرباً من السيول، وفقدان نحو 24 شخصاً وتضرر ما يقرب من ستة أحياء في المدينة. ويقول إبراهيم ماخي رئيس اللجنة التسييرية لمدينة غات، رئيس مجلس حكماء بلدية غات، نائب المجلس الاجتماعي الأعلى لقبيلة الطوارق، إن مياه السيول غمرت جزءاً كبيراً من الأحياء، ما أدى لوفاة ثلاثة أشخاص أحدهم توفي صعقاً بالكهرباء خلال محاولة إنقاذ الأسر المتضررة.
وأكد رئيس اللجنة التسييرية لبلدية غات في تصريحات هاتفية لـ«الاتحاد» تشكيل لجنة من أعيان وحكماء الجنوب لإنقاذ الأسر المتضررة من السيول، لافتاً إلى دفعهم بخمس سيارات إسعاف بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي، بالإضافة لإرسال 20 شاحنة تضم عدداً من المساعدات الضرورية للأسر بالتعاون مع مسؤولين في مدن الشرق الليبي. وتحتاج مدينة غات إلى إغاثة عاجلة في ظل ضعف الإمكانات وتضرر مراكز الإيواء التي تم إنشاؤها، وتحتاج المدينة إلى جانب مواد الإعاشة إلى زوارق نجاة ومولدات كهرباء ومضخات سحب المياه لمواجهة السيول.
وأكد المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا استمرار توقع هطول الأمطار على مدينة غات والمناطق المحيطة بها، لافتاً إلى أن السيول ستستمر في التدفق من الحدود الجزائرية بسبب الوضع الطبوغرافي للأرض وهطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية بجنوب شرق الجزائر بمحاذاة غات. ونوه البيان على ضرورة التنسيق مع جهاز التنبؤات الجوية بمطار معيتيقة قبل إقلاع طائرات الإغاثة والمساعدات وتوخي الحيطة والحذر.
وحذر المجلس البلدي لمدينة غات من كارثة إنسانية في بعض أحياء البلدية، نتيجة اختلاط مياه الأمطار بالمياه السوداء والمخلفات العضوية، ما ينذر بكارثة صحية خاصة مع ارتفاع منسوب المياه في تلك الأحياء. ودفعت الحكومة الليبية المؤقتة بشاحنات محملة بمواد إغاثة عاجلة إلى بلدية غات، عقب السيول الغزيرة التي اجتاحت المدينة يوم الإثنين الماضي. وقال مسؤول مكتب الإعلام بالحكومة المؤقتة، سالم الحصادي، لوكالة الأنباء الليبية الرسمية، إن القافلة ستصل إلى بلدية غات خلال ساعات، موضحاً أنها تشمل مواد غذائية ومستلزمات طبية ووقوداً، موضحاً أن الحكومة الليبية المؤقتة تراجع قاعدة بيانات الأسر المتضررة والنازحة، بالتعاون مع وزارة الصحة التي تعهدت بتوفير كافة الاحتياجات.